ممالك خفية مكيفة الهواء! عندما يتأمل العلماء الممالك المكيفة الهواء في صحاري أفريقيا و غاباتها، من تصميم و بناء نوع ذكي من النمل الأبيض، فإن سؤالا مهما يفرض نفسه هو: هل يمكن الاستفادة من روائع هذا البناء في المشاريع المستقبلية للقمر و المريخ بتشييد ما يماثلها عن طريق روبوتات حشرية مبرمجة؟!
لاكتشاف هذه الممالك قصة يعود تاريخها إلى عدة سنين، عند رؤية أبنية غريبة في غابات أفريقيا، ارتفاع كل بناء حوالي 6 أمتار و محيطه عن القاعدة حوالي 30 مترا، و عرف المكتشفون أنها ممالك تحتضن الملايين من النمل الأبيض.
كل بناء يحتوي على ثقوب صغيرة، ترتبط بما يشبه الأنابيب، يطرد بعضها غاز ثاني أكسيد الكربون النابع من عملية الزفير، و يجذب غيرها الأكسجين للتنفس، و بذلك تضمن المملكة لسكانها البيئة الصحية.
الأغرب من ذلك أن هذا النمل يحفر في الأرض إلى عمق يصل إلى 40 مترا، حتى يجد المياه الجوفية، و منه تتبخر الرطوبة و تنتشر عبر خطوط يحفرها تشبه القنوات و الأنابيب، لتشيع في جو المملكة الخالية الأبواب و النوافذ الرطوبة المطلوبة، و يعيش أفرادها في جو مثالي، يفوق أعظم جهاز تكييف من صنع البشر!