للحيوانات أيضا.. ذاكرة و ذكاء! الحيوانات و الطيور لها ذاكرة أيضا، فغراب "الغداف" مثلا يدفن تموينه في الصيف و يخرجه من مخبئه في الشتاء ليأكله، و البجعة المهاجرة تجد بعد عام فرع الشجرة التي أقامت عليها عشها، و الخراف تتعرف على من يرعاها و رفاقها في القطيع.
دلت تجربة عملية استرالية على أن بإمكان الواحد من الخراف أن يتعرف بعد سنتين على عشرات من زملائه في القطيع. و تشتهر الفيلة بقوة ذاكرتها، فإذا تواجد فيل حينما قام صيادون بقتل واحد أو أكثر من قطيعه، لا ينسى هذه التجربة المرة طول حياته التي قد تمتد إلى سبعين عاما، فيضطرب تماما إذا تكرر مشهد الصيد أمامه أو رأى احد الصيادين.
و تشير ذاكرة الحيوانات أيضا إلى توارث التجارب عن كبارها (القردة الصغير مثلا تقلد كبارها بان تنام فوق فروع الأشجار لتحمي نفسها من الحيوانات المفترسة، أو تكسر ثمار جوز الهند بطرقها بحجر كبير كي تشرب عصارتها و تأكل لبها... الخ). لكن لوحظ عند بعض الحيوانات أيضا ذكاء يمكنها من أن تبتكر حلولا لمشاكل لم ترث أو تتعلم حلولا لها من قبل، تختبرها أحيانا لأول مرة، مثلا : تلحس فرع شجرة رفيعا لتبله ثم تدفعه في عش نمل ليلتصق النمل به فتخرجه لتأكله، أو تمضغ ورق شجر لتستخدمه كإسفنج فتجمع به الماء لتمصه من جذوع أشجار مقطوعة، أو تركب على فرع شجرة يدفعه تيار النهر لينقلها من مكان للآخر، أو تغسل الثمار الجذرية ( البطاطس مثلا) في ماء النهر أو البحر لتنظفها من الطين قبل أكلها، أو تجمع حفنة من الحبوب الممزوجة بالرمل من الأرض و تضعها في ماء النهر، فيغرق الرمل بينما تطفو الحبوب، فتجمعها لتأكلها.. و هكذا.