خالد و الوحوش خالد ولد غريب الأطوار، فهو يتخيل دائما الوحوش في كل مكان، و يقول انه يشاهدها في كل مكان، ففي أثناء ذهابه إلى المدرسة في الصباح الباكر يصرخ فجأة:
- انظروا إلى ذلك الوحش الذي يراقبنا، لابد انه قاد للقضاء علينا!
فيصرخ احد زملائه في الصف:
- لا تكن غبيا يا خالد!
لكن خالد كان يواصل صراخه و يقول:
- احذروا.. الوحش قادم!
و يبدأ في الركض محاولا الاختباء من الوحش.
سيخرج الوحش من بين شقوق الحائط، فالوحوش في كل مكان.
و لكن لا احد من الأولاد كان يهتم بمسـألة الوحوش هذه، و لا بخيالات خالد الغريبة.
و عندما يعود خالد إلى البيت يبدأ في الحديث عن رؤيته لوحش في المطبخ، و وحش آخر في حجرة الجلوس، و وحش آخر يجلس على السلالم.
و حين يحين وقت النوم يبدأ خالد في الصراخ، و هو يقول بأنه شاهد وحش في الحمام و وحش آخر تحت السرير.
قال الأب و هو يغلق التلفزيون:
- لقد تعبت من خيالات خالد و أوهامه.
قالت الأم مبتسمة:
- لا تقلق، سيكبر و ينسى كل هذه الخيالات.
في تلك الليلة ذهبت الأم إلى حجرة خالد لتطمئن عليه و قالت لخالد:
- هل لاحظت الوحش النائم على السرير
ما إن سمع خالد كلام أمه حتى خاف خوفا شديدا، و قفز من على السرير و لكن أمه قالت له ضاحكة:
- لا وحش سواك أنت على هذا السرير.
و قبلته و تمنت له أحلاما سعيدة، بعد أن طلبت منه أن ينسى أمر الوحوش التي لا وجود لها.
* نتعلم من هذه القصة التربوية الجميلة والمفيدة أن نتصرف بحكمة نحو مشاكل أبنائنا، فلا نحلها بالتسرع و الغضب و الشدة المبالغ فيها، فذلك يؤدي إلى نتيجة عكسية و يزيد الأمر سوءا، فالأولاد بهذه الطريقة يزدادون عنادا و قد يتعقدون نفسيا. و إنما التمهل و التروي و التصرف بحكمة ولطف في حل مشاكل أبنائنا كما فعلت أم خالد مع ابنها في القصة يؤدي إلى نتيجة ايجابية، و شكراااا