السلحفاة الذكية في أطراف الغابة، عاشت سلحفاة طيبة تحب الجميع، و تعمل بجد دون كلل أو ملل. حركتها بطيئة جدا لذا كانت تستغرق وقتا أطول في أداء عملها، لكنها كانت تعرف كيف تستغل وقتها جيدا. أثناء عملها في مصنع النسيج، كان الجميع ينتهي من عمله في خمس ساعات، بينما كانت تستغرق عشر ساعات لإنجاز عملها. وجدت طريقة ذكية تستغل بها وقتها، فكانت تستمع إلى أشرطة لتعليم اللغات حتى تمكنت من إتقان ثلاث لغات مختلفة اتقانا تاما، فأصدر الأسد ملك الغابة أمرا بتعيينها رئيسة لقسم الترجمة، للتعامل مع الوفود الأجنبية التي تتعامل مع مصنعها براتب كبير و ساعات عمل اقل، مما أثار غيرة زميلها في العمل و جارها الأرنب، فبعكس السلحفاة كانت كسولا بليدا رغم ما حباه الله به من نعمة الخفة و السرعة، لكنه كان يكره الحركة و يحب النوم كثيرا، أراد ان يجعل من السلحفاة أضحوكة، فتحداها كي تسابقه أمام الجميع، وافقت السلحفاة على القيام بهذا السباق، إن وافق الأرنب على شرطها الوحيد لإتمام السباق، و بالفعل رضي الأرنب بهذا الشرط حتى قبل أن يعرفه، أما شرط السلحفاة فقد كان أن يحمل الأرنب على ظهره أثناء السباق ما يعادل ثقل البيت الذي تحمله السلحفاة على ظهرها، استخف الأرنب بهذا الشرط، و هو واثق من فوزه حتى دون أن يقوم بالتمارين اللازمة، ليعرف إن كان يستطيع الجري حاملا هذا الثقل أم لا.
في يوم السباق أطلق النمر إشارة البدء و انطلق الأرنب و السلحفاة، السلحفاة كعادتها تمشي على مهل و تثابر، أما الأرنب فحاول أن يجري بأقصى سرعة و نسي انه يحمل ثقلا على ظهره سيستهلك كل طاقته إن واصل الجري بهذا الشكل، و بالفعل ما إن وصل الأرنب إلى منتصف الطريق حتى خارت قواه، و أكملت السلحفاة السباق بنجاح ليتضاعف حب الجميع و احترامهم لها.
مضى على هذه الحادثة ثلاث سنوات، من يزور مصنع النسيج سيجد السلحفاة تدير هذا المصنع بذكاء و حكمة، حتى ضاعفت من أرباحه، أما الأرنب فما زال يعمل في المشغل و يعاني من خصم في راتبه من وقت لآخر، بسبب كسله و إهماله.
* نتعلم من هذه القصة التربوية الجميلة والمفيدة أن لا نغتر مهما كنا واثقين من أنفسنا و نحسن استخدام ذكائنا في مواجهة ما يقابلنا من مفاجآت الحياة و مشاكلها، و نتعلم كيفية استغلال وقتنا في الأشياء المفيدة و الجيدة، و المثابرة و عدم الاستسلام كما فعلت السلحفاة، و شكراااا