سامي السريع كان هناك ولد اسمه سامي، يعمل الأشياء بسرعة، حتى دون الانتباه إلى إتقانها، أو حتى التفكير بها، و كان همه الأول دائما أن ينهي أي شيء يقوم به حتى أن أمه أطلقت عليه اسم (سامي سريع تسارع).
ليس هذا فقط بل و لأنه كان غالبا ما يستيقظ متأخرا، كان يضطر إلى الركض للوصول إلى مدرسته، و هذا ساعده كثيرا على أن يكون سريعا، إلى درجة انه صار يشارك في مسابقات الركض و يحصل فيها على نتائج متقدمة جدا دوما.
و في يوم من الأيام اقترب منه مدرس الرياضة، و قال له: أعلنت وزارة التربية عن مسابقة للضاحية في العاصمة على مستوى الدولة كلها، و ستكون هناك فرصة لأسرع عشرة متسابقين لزيارة فرنسا.
قفز سامي فرحا، هذا يعني انه سيسافر إلى فرنسا، فهو يعتقد أن فوزه مضمون، بل انه يطمح إلى تحقيق المركز الأول. جاء وقت المسابقة الكبرى، كان على سامي الذهاب إلى العاصمة للمشاركة في السباق، يومها استيقظ مبكرا، و كانت أمه تشعر بالمرض الشديد، فطلبت منه أن يذهب إلى الصيدلية ليحضر لها الدواء الذي تتناوله كالعادة،و لكنه اعتذر، و قال لها:
- اعذريني يا أمي يجب أن اذهب سريعا، فهذا سباق مصيري و مهم للغاية، سأحضر لك الدواء حينما أعود من السباق فائزا.
قالت الأم بحزن:
- و لكنني كما تعلم مريضة بالسكر، و لا يمكن أن أتناول طعامي دون هذا الدواء.
- آسف يا أمي.. أنا مستعجل، و يمكنك الصبر.
خرج سامي مسرعا، و ذهب إلى موقف الحافلات، و من هناك استقل الحافلة التي تذهب إلى العاصمة، و أثناء الطريق شعر الركاب بالدخان يصعد من داخل الحافلة، فتوقف السائق على الفور، ثم هرب الركاب منها ليكتشفوا أن النار شبت في مؤخرتها.
استطاع السائق إخماد الحريق بسهولة، و لكنه حاول أن يشغل الحافلة مرة أخرى لكنها لم تعمل، فقال الركاب: يظهر أن الحريق اتلف المحرك، هذا يعني أن الحافلة لن تعمل.
كان الطريق الذي توقفت فيه الحافلة مقفرا، كان صعبا أن تجد سيارة تمر من هناك، استطاع بعض الركاب أن يستقلوا سيارات خاصة أخذتهم إلى العاصمة، و لكن بقى هناك أكثر من ثلاثين شخصا ينتظرون.
كان سامي ينظر إلى ساعته بقلق شديد، فقد اقترب موعد السباق، و أخذت الدقائق تمر و تمر، و استمروا على هذا الحال لأكثر من ساعتين، هذا الأمر جعل سامي يبكي و يطلب من الآخرين مساعدته لان السباق سينتهي و هو هكذا لن يشترك فيه.
حينما قدمت إلى المكان سيارة شرطة، و طلبت حافلة أخرى لنقل الركاب، كان الوقت قد انتهى، فعاد سامي إلى بيته حزينا. قالت له أمه:
- هل فزت في السباق؟
لم ينطق سامي بأي كلمة، بل راح يبكي.
عادت الأم، و قالت له:
- إذن خسرت، لا تحزن يا ولدي فقد يعوضك الله في سباقات أخرى.
- لم اخسر و لم أفز يا أمي، لم أشارك في السباق أصلا.
- إذن أين كنت طوال هذه المدة؟
حدّث سامي أمه بكل ما حصل، فقالت له و هي تربت على كتفه:
- لا تحزن يا ولدي، يبدو أن الله لم يكتب لك أن تذهب في تلك الرحلة إلى فرنسا، و من المؤكد انه سيعوضك أفضل منها، كان يمكن أن تذهب و تحضر لي الدواء، وقتها كنت ستستقل حافلة أخرى، و ربما فزت وقتها في السباق، و حصلت على ما تريد. لا تستعجل يا ولدي و ستحصل على ما تريد. المهم أن لا تنسى واجباتك خلال تسرعك في الوصول إلى ما تريد.
هز سامي رأسه و كان يحلم بالموعد الجديد لسباق مثل هذا السباق.
* نتعلم من هذه القصة التربوية الجميلة والمفيدة أن علينا ألا نتسرع دائما في أداء واجباتنا المطلوبة منا و أن نتمهل و نتريث في أدائها فخير الأمور الوسط، فلا نسرع فيها و لا نتقنها و لا نبطئ فيها و نتأخر في إتمامها و لكن نؤدي الواجبات كما يجب أن تكون بسرعة مناسبة و إتقان ،ففي التأني السلامة و في العجلة الندامة و أهم شيء أن تكون واجبات الوالدين في المقدمة، و شكراااا