الندم لا يفيد كان الخادمان اللذان يعملان في منزل السيدة ( روز ) غاضبين جدا، السبب أن تلك السيدة على عكس كثير من الأثرياء تستيقظ مبكرا جدا، حينما يبدأ الديك بالصياح، ثم تتجه فورا إلى غرفة الخادمين، وتوقظهما للبدء فورا بالعمل، ثم تنهمك بعمل رياضتها الصباحية.
كان الخادمان يحبان النوم كثيرا، وكانا يكرهان الاستيقاظ مبكرا، لذلك وحينما كانا يسيران في الشارع في طريقهما إلى السوق لشراء الحاجيات، توقفا بجانب إحدى البقالات، وقال الأول للثاني:
- يجب أن نفعل شيئا يجعلنا ننام أطول وقت ممكن.
- إذن يجب إقناع السيدة بتركنا ننام صباحا.
- لن توافق.
- ماذا يمكن أن نفعل؟
- نقتل الديك، فلا تجد من يوقظها في الصباح الباكر.
لم ينتبه الخادمان لوجود ابن صاحب البقالة الذي كان يستمع لحديثهما دون
قصد منه، وحينما سمعهما، قال لهما ناصحا:
- لا تقتلا الديك.. من يعالج مشاكله بدواء سيء تزداد حالته سوءا.
صرخ الخادم الأول بالولد.
- اسكت.. ماذا تفهم أنت بالحياة حتى تنصحنا؟
في اليوم التالي، و بينما كانت السيدة خارج المنزل، قام الخادمان بقتل الديك و إخفاء جثته، و حينما عادت السيدة ولم تجده، لم تتحدث بأي كلمة و كأن شيئا لم يحدث.
في الأيام التالية أصبحت السيدة تستيقظ أبكر من المعتاد لأنها خافت أن تتأخر في النوم، بل أنها كانت في كثير من الأحيان تستيقظ مرتين و ثلاثا في الليلة الواحدة، ثم تذهب إلى الخادمين و توقظهما، ظنا منها أن الفجر قد لاح.
إما الخادمان فتذكرا كلام الصبي و غمرهما الشعور بالندم، بل و صارا يفكران بالطريقة التي يقنعان بها السيدة لتشتري ديكا جديدا.
* نتعلم من هذه القصة التربوية الجميلة والمفيدة أن لا نستعجل في اتخاذ القرارات وان نتمهل ونفكر بعقل وروية وحكمة في حل مناسب يحل المشكلة ولا يزيدها سوءا وأيضا أن نأخذ بنصائح الآخرين المفيدة ونعمل بها إن كانت جيدة ولا نستمر على تفكيرنا وعنادنا فمن يعالج مشاكله بدواء سيء تزداد حالته سوءا وشكراااا