بسم الله الحمان الرحيم
كثرت المواقع دون فائدة تذكر, واجترار لنفس الموضوع,ولكنّ المفيد يأتي من تتبع القبائل والعروش سيما وأنّ الموقع تونسي ,وكثير من العائلات معروفة ,سواء من رياح أو زغبة من هلال أو سليم – كدريد وأولاد يعقوب وغريب وعوين والربايع والصلاعة والعكارمة والهمامة ونفاث والمثاليث واولاد سعيد والحمارنة وبني يزيد وجلاص واولاد بوغانم والمرازيق والعذارة والنوايل والمهاملة والمجابرة والمقارحة واهل قعود والمهاذبة الخ....
أمّا القول الذي أوردت فهو من الدعايات المجحفة في حق الوافدين,ولا شكّ أنّ الحروب تخلّف الدمار ,ولكن الفاطميين فعلوا الأفاعيل إبان وجودهم وبعد خروجهم ,وحسب على هلال وسليم ,ولولاهم لما تعرّب الشمال الإفريقي.
...............................
(بنو هلال افات و خراب وجراد لم يبق و لم يدر كانوا وراء خراب الحضارات وسبابا في سقوط الاندلس.الادهى و الامر انهم مرض لايزال ينخر بدن المغرب الى حد اليوم و يريد أن يقضم منه جزءا)
...................................
قبيلة عوين
عوين :إسم علم وتصغير لإسم عون ,و لا بد من شرح للمعنيين بهذا العرش أو القبيلة,التي تستند جذورها العربية الى زغبة من هلال بن عامر بن صعصعة, الذين استوطنوا شمال أفريقيا و المشرق العربي,و لا يكاد يخلوا منهم قطر من الأقطار العربية ولكنّ هذا اللقب (العويني) فيه نظرلمعرفة الفرق بين عويني من عوين وآخر من العوينة أو العوينات أو ما شابه ذلك,حيث يطلق على غير العوينيين أي أبناء (عُوين)بإدغام الواو والياء أو فتح الواو وجزم الياء,وهؤلاء هم من ينتمون للهلاليين,و هي قبيلة عربية من زغبة أتت شمال أفريقيا أثناء التغريبة الهلالية المشهورة(القرن العاشر والحادي عشر ميلادي),وهناك قول بأنّ منهم من جاء منذ الفتوحات ,كالطلائع مثلا أو الطلايعة, وهناك من يحملون اللقب نسبة لسكنهم ,مثلا العويني من عوينة راجح بالجنوب التونسي أو عوينة المرازيق , وهؤلاء من سليم أبناء العمومة, وهناك تصاهر بيننا , و يوجد لقب العويني , من اليمن حتى الشّام, ومن البحرين إلى المغرب الأقصى,أمّا نحن في تونس فهناك قصة غريبة وتاريخ لا بدّ من سرده ,فحسب حكايات الأوّلين ، سيّما اللّذين صادفتهم شخصيّا، جدّة أمّي المسمّاة (حدود بنت محمد الصّويعي بن مصباح) معمّرة 124تُوُفِّيت سنة 1964, وإبنتها التي توفّيت سنة1990 معمّرة بدورها, ناهزت المائة ونيّف, واختها مسعودة ,وآخرين من عوين، يتحدّثون عن ذياب بن غانم, ومعاركه وخاصة ضدّ خليفة الزّناتي ,وما جرى بين إبنته ، وسعده بنت الزّناتي خليفة ، وكيف يسمّون الغزوات يزغبوا ،وزغبة هذه نارٌ على علم , يروي هؤلاء قصّة ذياب بن غانم، مع قليد النّجع والأعيان، حسن بن سرحان,وأبوزيد الهلالي سلامة, إذ كلّفوه بمسرولية الإبل والمواشي ورعيها، وكيف غضب واعتبرها إهانة له،وهوالفارس المغوار وعندما استفحل أمر الزناتي أرسلوا سعدا والقصة يتداولها الكبار ثمّ يتحدّثون بحسرة عن النّكبة الكبرى التي أصابت النّجع والقبيلة، لمّا عزموا على مغادرة برّ تونس الى بلاد نجدٍ ، وقد كانت قصّتهم مع الباي كالآتي.:ذكر أنّ احد بايات تونس في القرن السّابع عشر ميلادي في عهد الدولة المرادية،
-مراد باي أصله من جزيرة كورسيكا،ولد بها بمدينة كالفيcalvi،,من سبي سنبيرا أو سان پيير saint pierre ,واسمه الحقيقي جاك سانتي (بالفرنسية: Jacques Senty). أُسِر وهو يبلغ من العمر 9 سنوات، وبيع عبدًا للباي[1] سليمان بتونس، الذي أسماه مراد وربّاه وزوّجه إحدى بناته، ثم منحه لقبه (لقب الباي).
هي دولة كانت قائمة في تونس بين 1631 و1702 وعمليا منذ 1628 . أسس سلالة المراديين مراد باي الذي يدعى في الأصل موراتو كورسو وهو في الأصل كورسيكي أسر وعمره 9 سنوات ورباه رمضان ممثل العثمانيين الذين يسيطرون على البلاد منذ 1574 .
أصبح مراد مسؤولا عن الجباية وتحصل على لقب باي سنة 1612و شهدت الدولة أوجها وأصبحت مستقلة عمليا عن العثمانيين في عهد إبنه محمد الأول المعروف أكثر باسم حمودة باشا و شهدت الدولة حرب خلافة بين 1685 و1685نتهى الحكم المرادي سنة 1702 عد إغتيال مراد الثالث بوبالة)على يد إبراهيم الشريف الذي حكم البلاد إلى سنة 1705 تاريخ قيام الدولة الحسينية.
مراد باي الكورسيكي وُلد له ولد,أسماه محمد(حمّودة باشا)،و في يوم من الأيّام، خرج في نزهة مع جنده وأعيان دولته،(الحاشية) بأحوازتونس وهو من مماليك عثمان داي التّركي كماأسلفنا،فعرج على نجع عوين(بالنفيضة) والمشهور نفيضة سوسة, وأمّا عندنا فهي نفيظة أولاد سعيد تجمّع أكبراللحمات من العرش, ففرح به القومُ على عادة العرب في الكرم وحُسن الضّيافة, ورحّبوا به ترحيبا لا نظير له،مدّة ثلاثة أيّامٍ بلياليها وجمعوا له بمناسبة ميلاد وليّ عهده هديّة فاخرة، كيف لا وهو باي المحلة, فأعجبته واغتبط بها،أيّماِغبطةً ارتاح لها الجميع، وغادرهم على أمل الرّجوع دون علم المُضيّفين ,ثمّ أرسل رسولا يُذكّرهم بالعادة، أي هديّة عيد الميلاد (؟) أوربّما تكون جباية،ففهموها أنّها عادة , و كانت أمّه سبيّةً من بعض الجُزرِالإيطاليّة,( سان پيايرّ )والعربُ لا يعرفون ذلك ولا يقيمون له وزنا، فوعدوه بالتّفكير في الأمر، وآجتمعوا لذلك و تداولوا ،وأبطأوا على غير عادتهم في اتّخاذ القرار، ولاحظت عجوز منهم ذلك, وفكّرت في الأمر، فنادت الأطفالَ وعلّمتهم كلماتٍ يقولونها وهم يلعبون،قالت اذهبوا قُرب خيمة النّدوة وقولوا ( إجتمعوا على فرد دُوّار، واخطوا كلام الحسيفة، و أعطوا على البيت دينار، وهاذي الحجامة الخفيفة) فلمّا سمع القومُ ذلك، قال بعضهم لبعض، هذا هو الحلّ، ولكي نتحاشى هذا الظّلم لا بدّ لنا من مغادرة هاته الإيالة، ونرجع إلى نجد فهي أكثر امانا.
واتّفق الجميع على ذلك وعزموا أمرهم و حزموا ثمّ نفّذوا,و علم الباي بذلك فأرسل محلّةً(أي كوكبة من الجند) لردعهم عن ذلك, ودارت بينهم معركة طاحنة على مشارف القيروان, وتغلّب فرسان عوين أو أولاد سعيد على الإنكشاريّة التّرك قرب القيروان ودحروهم ،فغضب الياي وجمع فوجا آخرمن الجندوأرسلهم وجدّوا في السّير لأنّ النّجع قد فات وبينهم مسير ثلاثة أياّم ولحقوا بهم لما أشرفوا على قابس،فدار بينهم القتال ،وغُلِبَ الجندُ مرّةً أُخرى، ووصل الخبرإلي الصّراي فغضب الباي وطلب تجميع مقاتلي الأعراب من أرجاء القطر و من طرابلس ,أمّا قبيلة عوين فقيل أنّ عدد خيلهم ستّمائة جدعة من الخيل,لم يقصّ سبيبها وذلك يساوي تقريبا ألف و خمسمائة فارس على الأقلّ,وقد تحدّث ابن خلدون في كتاب العبر, عن أولاد سعيد و نشاطهم العسكري مع حكام تونس , ولكن لم يرد اسم عوين ,بل أولاد سعيد وهم في منعة و بأسهم شديد,يغزون مع الملوك والسلاطين الموحّدية والمرابطية ,وذلك غير المشاة والمزارقية (أي النّبّالة)،وكم كانوا مع النساء والولدان والعجّز والشاء والكراع٠
ونرجع لقصتهم مع الباي,غذّوا السّيربعد تلك الوقعة حتّى وصلواالصحراء بمكان يسمّى بيرعوين,80كم تقريبا جنوب معتمدية دوز, ويقال أنّ هناك مكان آخر حطّوا به فسمّي باسمهم جهة المزوّنة أو الرّقاب,قبل الوصول إلى ما يسمى ببير عوين جنوب معتمديّة دوز المرازيق,و به قوم من ر بيعة (الربا يع) فنزلوا به وأرادوا السقاية, فحال بنو ربيعة بينهم ومنعوهم ، فقرروا حلاب كلّ أنعامهم وصبِّها في البئر، ومن ثمّ امتلكوها ومنعوا كل من ورد على البئر، وقالوا هذه شنينتنا{الحليبُ إذا اختلط بالماء صار شَنينة}وهكذا صار اسمُ القبيلة منذ ذلك العهد،(عوين شنينة)واشتهروا بها٠
جمع الباي إثر هزيمة محلّته جيشا عرمرما,وأزمع القضاء على هؤلاء الذين الحقوا به هزيمتين متتاليتين, و التحقوا بهم في ذلك المكان، وكانت مذبحة يشيب لها الولدان، مجزرة إنتقاميّة لا رحمة فيها ولا شفقة، ذهب ضحيتها الالاف من البشر, ذنبهم رفضُ الخنوع للذئاب البشريّة،الذين استولوا على كلّ البلاد العربيه،(نبذة من البحث الذي قمت به منذ سنوات)
أبوجعفر العويني