في حوار مع البروفيسور يونس بنسعيد أستاذ الجراحة بكلية الطب، ورئيس مصلحة جراحة الشرايين بمستشفى ابن سينا بالرباط، ورئيس الجمعية المغربية لجراحة الشرايين، أكد أن حسن الحظ ساهم في إعادة زرع يد مبتورة لمهاجر إفريقي بفضل جهود فريق طبي مغربي، وتعتبر زراعة الأعضاء من الفتوحات العلمية الكبيرة للطب الحديث.
ü ما ظروف الحادثة؟
البروفيسور يونس بنسعيد: الحادثة تخص مهاجر سري قادم من نيجريا بطريقة غير شرعية، مر من الجزائر للمغرب قصد العبور فيما بعد لإسبانيا وهذه الظاهرة منتشرة بكثرة في المغرب، وحينما وصل لمدينة سلالم يدفع المقابل المادي المتفق عليه للأشخاص المكلفين بتمريره وهم عصابات منظمة فضربوا يده بالسيف وفروا، فحملها وجاء بها للمستعجلات بعد أربع ساعات من الحادثة لحسن حظه، لأن أي طرف من الجسم يمكن له أن يموت إذا تعدى ست ساعات، فلا يمكن إصلاحه بعدها، ليتم استقباله من طرف طاقمي الطبي.
- مم يتكون طاقمك الطبي الذي أجرى العملية؟
يتكون الطاقم من أربعة أساتذة وعشرة أطباء، مقيمين في طور التكوين قاموا باستقباله في المستعجلات، فابتدأنا باستدعاء الطاقم الطبي المتخصص في جراحة العظام ليتم إصلاح العظم، ثم الفريق الذي أصلح الأعصاب، ففريقي لإعادة الشرايين في أماكنها، لننتظر بعد ذلك أربعة أيام لنتأكد من أن اليد مازالت حية، ثم أخبرنا وسائل الإعلام.
والطاقم الطبي كلهم مغاربة، وكل واحد منهم بعد إنهاء مرحلة التخصص سيقوم باجتياز تدريب في فرنسا.
- هل تعتقد أن الأمر يرجع إلى كفاءتهم الطبية التي ساعدتهم على تحقيق الإنجاز العلمي؟
كفاءة الأطباء المغاربة توازي ما هو موجود بالخارج، فهناك استعمال لنفس التقنيات المستعملة في الخارج.
- وماذا عن حالة المريض ؟
استعادت يده الحياة، فالمريض يحرك بعض الأصابع، ولا يمكن القول إنها ستتحرك كلها، فالأمر يتطلب ستة أشهر لنعرف النتيجة.
- هل ستقتصر عملية زرع اليد على الجانب الجمالي أم أنها سترجع إلى سابق عهدها لتقوم بوظيفتها الطبيعية؟
لا لن تقتصر على الجانب الجمالي فقط، بل لتؤدي وظيفتها المهمة، وهي الحركة وخاصة التقاط الأشياء الصغيرة، وهو أهم شيء تقوم به يد الإنسان.
- هل سيقوم المريض بترويض طبي؟
سيقوم المريض بالترويض الطبي، لكن هناك مشكلة مع المهاجرين الأفارقة لأنهم لا يتوفرون على تأمين وسفارات بلدانهم لا تعترف بهم، مما يعتبر مشكلاً لوزارة الصحة المغربية، ومشكلاً سياسي، فالدولة المغربية هي التي تتحمل عبء المصاريف، على سبيل المثال هناك حالة لشخص مكث في المستشفى لمدة شهر ونصف، وهو يرفض الخروج لأنه لا يتوفر على مكان يغادر إليه مما يشكل مأزقاً للمستشفى.
- كم من سنة وأنت في المجال الطبي؟
أبلغ من العمر 54 سنة أمضيت 25 سنة منها في جراحة الشرايين، والمشكل في المغرب كون مستشفى ابن سينا هو المركز الوحيد لجراحة الشرايين رغم اشتغال أطباء من عندنا في بعض المراكز الاستشفائية الخاصة، إلا أنه المركز الوحيد للتكوين، وبإذن الله بعد شهرين سيكون هناك مركز آخر في مكناس سيضم اختصاصيين جيدين، والحق يقال: إن هناك مساعدة قيمة من طرف وزير الصحة السيد محمد الشيخ بيد الله، وتم الاستفادة منه تمويل هذا المركز على يد ثرية مغربية يهودية خصصت في وصيتها مبلغ مليار سنتيم لصالح الأعمال الخيرية.
- لماذا اخترت تخصص الجراحة؟
اختياري الجراحة كان عن طريق الحب، فهي جراحة دقيقة وعمل إنساني، فمند كنت طالباً بالجامعة وأنا أود أن أقوم بهذا العمل، الدليل على هذا استغنائي عن التعويض المادي الكبير الذي كان سيقدم لي إن اخترت المغادرة الطوعية، في سبيل هذه المهنة.
- ما هي هواياتك خارج مهنة الطب؟
أحب علم الفلك.
- ما هي آمالك المستقبلية ؟
الاستمرار في تطوير هذه الجراحة
- ماذا يحزنك؟
ما يحزنني هو فقدان المرضى، فإذا لم تعرف المستعجلات جيدا، ولم تجرى العمليات الجراحية، لا يمكن إلا أن تؤمن بالله فإذا رأيت جراحاً لا يؤمن بالله فاعرف أنه ليس جراحاً، فهناك حالة رجل في الثمانين من عمره، كان قريب من الموت وبعد إجرائه العملية تم انقاذه وخرج من المستشفى بعد أسبوع، في حين تجد شاباً في الثلاثين من عمره يموت بعد إجرائه عملية صغيرة، من هنا لا يمكن الثقة في الأعمار لأنها بيد الله.
- هل تتفق مع فكرة وجود كليات طب خاصة؟
أنا غير متفق مع التعليم الخاص للطب، لأن التعليم في الطب يجب أن يكون حكومياً، لأنه لا يمكن لكلية خاصة، أن تجمع بين جميع الاختصاصات، ومثل هذه الكليات لا يمكن أن تكون إلا في الولايات المتحدة الأمريكي
الأربعاء يوليو 25, 2007 3:47 pm
