أما بعد سلامي عليك فهذه رسالتي إليك يخبرك عني وعن شوقي وعن ودي ولا أزيدك علماً أني ما كتبته من دواة ولا أجريت علية قلماً.
ولكنها دموع وشوق سآلت على الورقة وجرت على حركات خواطر والأنفاس وهبت علية حرارة كبدي بالأشواق ووجدي بالفراق بينما هي عقيقه حمراء إذ صارت فحمة سوداء .
آلا وإن رسالتي هو قلبي ولساني أما تراهُ على رقته ولطف عبارته وصدق طويته بين يديك مقبلا عليك ؟؟؟
ينشره الشوق ويطويه .
فما الذي ابتغيته بعدُ ؟!!
ولقد بعثت إليك القلب واللسانُ
رسالتي لديك يصف شوقي إليك ولا يخفي عليك فمنذ أن فارقتك فرقت بين أنسي ونفسي بل بين روحي وجسمي
ولا تعجـــــب إذا كنــــــت أغـــــــدو وأروح
( فالطــــير يمشــــي من الألــــم وهــو مذبــــــوح )
وأنـي أشكو إليك من ألم الوحشة غراماً لا يشعر به إلا من ذاق أنسك وعرف مقدار نفسك وشاهد جمال لطفك ورأى كمال أدبك وظرفك ولقد أودع الله لشخصك نوراً لعيني وفي حديثك سروراً لفؤادي وفي صفاتك ترويحاً لروحي
وإذا وصف الناس أشواقهم
فشوقي لوجهك لا يوصف
فعندي لكي من المحبة والشوق والتلهف والتوق ما لا يصفه الواصفون و لا يعبر عن حقيقة العارفون
الشوق فوق الذي أشكو إليك وهــــل
تخفى عليك صبابتي وأشواقـــــي ؟!!!
فيا شوقي إلى لقيآك ! ووَالهفي على محياك !قيدت أملي عن سواك وبهرت ناظري بنظرة سناك وكسرت جيش قراري وتركتني لا أفرق بين ليلي ونهاري.
فؤادي والهوى سلم وحرب
سُلواني أقام على الحِيادَة
وشوقي كاملٌ ما فيه نقصٌ
فلست علية أطمع في الزيادة
ماذا أصنع في شوقي أنا مدفوع إليك من صادق حبي بعوامل صادفت مني قلباً خالياً فتمكنت بالتعارف ولم تدع للسلوان سبيلا.
عرفت هواه قبل أن أعرف الهوى
فصادف قلباً خالياً فتمكنا
إن شوقي إليك شوق الظمآآآآن إلى برد الشراب وحنيني إليك حنين الشيخ إلى زمن الشباب فما الإبل وقد حنت إلى إعطانها والغرباءُ وقد أحنت إلى أوطانها بأعدم مني حنيناً ولا أكثر أنيناً
ولكن التفرق طال حتـــــى
توقد في الضلوع له الحريــــق
كلما تخطر ببالي في أي وقت من الأوقات يمثل لي التذكر منك محاسن ولطائف تجذبني إليك وتطربني شغفاً وإغتباطاً بصداقتي منك.
فلا عجب أن كان شوقي لرؤيتك عظيماً لأنة كما قيـــــــل:
"من كرم الرجل حنينه إلى أوطانه وشوقه إلى أحبابه"
الشوق يمثلك والذكر يخيلك فنحن في الظاهر على افتراق وفي الباطن على تلاق والنسبة متباينون وفي المعنى متواصلون ولئن تفارقت الأشباح لقد تعانقت الأرواح.
ولقد حضرت الدار وقبلت جدارة وما بي حب الحيطان ولكن شغفاً بأهل الدار ولا عشق الجدران ولكن شوقاً للسكان.
أمر على الديار ديار سلمــــى
أقبل ذا الجدار وذا الجــــدارا
وما حب الديار شغفن قلبــــي
ولكن حب من سكن الديـــــار
وحين عدت العوادي عنة أمليت ضمير الشوق على لسان القلم.
إني أذكرك إذا طلعت الشمس أو هبت الريح أو نجم النجم أو لمع البرق أو عرض الغيث أو ذكر الليث أوضحك الروض .
ومن أين للشمس وجهه والريح رائحة طيبة وللنجم حلاه و علاه وللبرق الرفعة بقصر الضوء وللغيث نِداه ونَداه وفي كل مصالحةٍ ذكراه وفي كل حادثة آراء فمتى أنساه؟؟
وفي القلب ما في القلب من شجن الهوى
تبــدلت الحــالات وهـو مقيـــم
و أنا ــ (على ما بي من غلِّ البنان "الأصابع" وشغل القلب)
الأربعاء يناير 21, 2009 7:01 am
