الرجل العنكبوت3 .... الجزء الاضعف لكنه مازال ناجحا!!
باكثر من مائة وخمسين مليونا يضيف الرجل العنكبوت في جزأه الثالث رقما قياسيا آخر في مسيرته مع شباك التذاكر التي بدأت مع جزأه الأول قبل خمس سنوات . وهنا يمكن لشركة كولمبيا بكتشرز ان تبتهج بقية الصيف وفلمها يتجه لتحقيق الملياردولار حول العالم دون أن تكترث حتى بالانطباع الفني الذي أبداه عجبو هذه السلسلة حين يرون أنها قدمت هذه اسة مع جزأها الاكثر أرباحا جزأها الأضعف فنيا منا سابقيه بالرغم من أن الفلم على كل حال حضي باعجاب متوسط من النقاد أو كما يقول عنه الناقد مايكل بلاك بأنه ( مسلي بشكل بصري ويعزز الاعجاب الشعبي السائد بهذه السلسلة بالرغم من تبعثر القصة في كثير من الاتجاهات ).
والذين تابعوا الجزأين السابقين لهذه السلسة والتي أخرجها ايضا سام ريمي ( فلم خطة بسيطة A Simple Plan مع بيلي بوب وبيل باكستون هو أشهر أفلامه ) سيلحظون هذا الضعف الذي اصاب الجزء الثالث سواء من جهة البناء الدرامي للشخصيات او حتى في سرد الاحداث بطريقة تعتمد على الاثارة السريعة وتتجاوز منطقية السرد ( حشر لشخصيات شريرة مضطربة تعاني ازدواجية في الشخصية , وتغير حاد في شخصية الرجل العنكبوت بسبب مادة دخيلة , وتقلب في المواقف بحثا عن النهايات المرضية ). لكن الشيء الذي يمكن ملاحظته هو ن هذه السلسلة تحضى بشعبية كبيرة ويكاد يكون بطلها الرجل العنكبوت الشخصية المفضلة الاولى بين شخصيات ( السوبر مان ) ربما بسبب الاجواء المبهجة التي يصنعها الفلم واللطف الواضح على شخصية بيترباركر/الرجل العنكبوت بسذاجته الطريفة احيانا.
لنعد الى الفيلم من جديد ... سنجد بيتر باركر مع حبيبته ماري جين ( وهي الان قد كشفت شخصيته الاخرى كبطل منقذ لنيويورك ضد الاشرار) وهما يستمتعان بليلة رومانسية هادئة مستلقيان على شبكة العنكبوت التي يصنعها بيتر . وفي منطقة ليست بعيدة يسقط نيزك من السماء وتخرج منه مادة سوداء لزجة ستتبع بيتر حتى منزله وتتمكن من الدخول في جسده مما يضاعف قوته وامكانياته ويتحول لون زيه الشهير الى الون الاسود لكن الامر ليس بهذه الايجابية فهذه المادة تكشف عن جوانب سوداء في شخصية بيتر باركر /الرجل العنكبوت تجعله اكثر قسوة ولؤما وتحيطه بفكرة الانتقام لمقتل عمه ويتصرف بطريقة فظة تبعد عنه حتى حبيبته ماري جين.
من جهة اخرى هنا رجل الرمل ولنعتبره الشخصية الشريرة الاولى , لكن الواقع انه ليست شخصية شريرة محضة بل هو مجرم هارب من السجن من اجل مشاهدة ابنته وبينما هو في حالة مطاردة من الشرطة يدخل منطقة محظورة لعمل التجارب العلمية فيصبح هو ضحية تجربة علمية غريبة حينما يتحول الى رجل من الرمل لايمكن اختراقه كما يستطيع ان يكون نفسه بشكل هائل ومرعب وسيعى مستفيدا من هذه القدرة الخارقة الى سرقة المال للقيام بعملية جراحية تحتاجها ابنته لكن عليه ان يواجه الرجل العنكبوت الذي يحاول منعه من جريمته.
ثم هناك الشخصية التي رافقت بتر في الجزأين السابقين , صديقه هاري الذي انتهى في الجزء الاول وهو يعتقد ان الرجل العنكبوت هو من تسبب في مقتل والده وفي هذا الجزء سيسعى للانتقام مستفيدا من القدرة العلمية التي صنعت له واخترعها والده من قبل في الطيران والمحاربة وهو الشخصية الشريرة الثانية لكنها في نفس الوقت سنراها شخصية طيبة حينما يفقد ذاكرته اثر صراع مع الرجل العنكبوت وينسى فكرة الانتقام هذه ,
واخيرا تلك الشخصية المقحمة بشكل لايبحث سوى عن الاثارة وهو الصحفي المصور الذي يرغب بالانتقام من الرجل العنكبوت لانه أفسد عليه عمله وتسبب في طرده لكنه لايمكن ان يواجه الرجل العنكبوت مالم يحمل قوى خارقة ايضا ستكون تلك المادة السوداء هي سببها.
اذا فهي سلسلة من الانتقامات والشخصيات المزدوجة واضطراب العلاقات لكنها في الحقيقة وكما هو في الجزأين السابقين مازال الفلم يمتلك ذلك الحس الدرامي الذي يعزز تعاطف المشاهد مع شخصيات الفلم الاساسية فضلا عن الحس الكوميدي الطريف في الكثير من المشاهد وحوارات الفلم ( رئيس التحرير مثلا او لناخذ ذلك المشهد الرومانسي حينما بيتر وماري مستلقيان وهما ينظران الى النجوم في السماء ... لقد كانا على نسيج من شبكة العنكبوت معلق بين الاشجار ) . ثم هناك محاولة جاة في ارتكاب الحد الادنى من العنف فالقتال والانتقام ونهاية الاشرار – ان صح هذا التعبير- ليست بذاك العنف والتشفي الذي يمكن ان نجده في أفلام اخرى ثم أخيرا تلك التسلية والمتعة البصرية الكبيرة التي مازال صانعو الفلم يجيدون تقديمها في كل جزء بتقنياتهم المذهلة.
__________________
الأحد أغسطس 24, 2008 11:35 am
