أفضل 10 أفلام عام 2007
الآن وبعد أن شاهدت أغلب أفلام الموسم وأهمها استطيع أن أقول إن رائعة الكوينز هي أفضل فيلم عن جدارة وبكل راحة ضمير ، بعد المشاهدة الرابعة للفيلم أدركت إنه أكثر من أن يكون مجرد أفضل فيلم للعام ففي المراجعة الأولى للعام كتبت إنني كنت محتار بين هذا الفيلم وفيلم American Gangster
ولكنني الآن أقول إنه لا يوجد مقارنة بين هذا الفيلم وبين أي فيلم أخر في العام هو متفوق على جميع الأفلام الأخرى وبدرجات ضوئية ليس بسبب ضعف مستوى هذه الأفلام بل لإن الكوينز قدما شيء خارق للعادة، التي أبهرتني على كافة الصعد نبدأ بالنص فكيف يمكن تجاهل تلك الواقعية اللافتة برسم الشخصيات وعلاقاتها وردود أفعالها كيف يمكن تجاهل تلك اللمسة الكوميدية العبثية بنسج الحوارات ، لندع النص ونتحدث عن الإخراج لننظر إلى ذلك النضج الإخراجي الذي قدمه الكوينز أختيارهم للموضوع وطريقة معالجته والفنيات المذهلة البسيطة التي قدموها تجعلني أشعر إن كل مشهد تم رسمه بعناية وضمن خطة مدروسة لنراقب أختيار زواية التصوير وحركة الكاميرا مع درجات الإضاءة ، لننتقل إلى الإخراج الفني ونتحدث عن الاهتمام بأدق تفاصيل المكان حتى إنهم لم يهملوا طريقة توزع الرصاص على السيارات في موقع المجزرة، أما تمثيلاً فلندع إبداع برولين ولي جونز وهاريلسون ونتحدث عن خافيير بارديم وإنجازه المبهر الذي ما زلت أزداد إعجاباً به حتى بعد رابع مشاهدة لهذه التحفة تلك النظرة الشيطانية الدموية الباردة المرعبة التي لا تنسى تروي لوحدها تفاصيل جمالية هذا الإنجاز التمثيلي المبهر ضمن هذه التحفة، أنا مغرم بهذا الفيلم منذ لحظة مشاهدتي الأولى له عندما شاهدته أول مرة في أحد أيام الجمعة ما أن انتهى حتى أعدت مشاهدته ثانيةً أمر لم يحصل معي مسبقاً أبداً مع العلم إن أختباراتي كانت قريبة جداً وعلي أن أستغل كل دقيقة للدراسة – وإلا كيف سأصبح محامي - ولكن هذا العمل أسرني بشكل شعرت معه أنني أحمق حيث أهملت كل شيء لمشاهدته مرتين متتاليتين ولكن هذا هو الحب لا يعرف المنطق وقد أفقدني هذا الفيلم كل درجات المنطقية وما زلت أريد مشاهدته لمرة خامسة وسادسة، هذا الفيلم سيبقى يذكر كأحد أروع الكلاسيكيات الحديثة ولزمن طويل .. طويل جداً .
- 10 –
Zodiac
9 / 10
بعد غياب خمس سنوات يعود ديفيد فيشر مخرج نادي القتال وسبعة ليقدم لنا واحد من أكثر أفلام العام ترقباً ، حيث كان محبوا هذا المخرج ينتظرون وجبة جديدة من الإثارة والعبثية التي عودنا عليها فيشر في أفلامه السابقة ولكن فيشر فاجأ الجميع بتغيير مفاجأ ومذهل في منهجيته ، فرغم إن الفيلم يدور حول قاتل مهووس أرعب أمريكا في الستينات والسبعينات ولكن ديفيد فيشر لا يجعل من الجرائم أو من تحليل نفسية القاتل مادته الأساسية ولا يكترث لجعل الفيلم قصة مثيرة مربكة رغم إنه يحوي خط إثارة عالي ومتقن، فيشر يجعل كل هذا ثانوياً ويسلط اهتمامه على الأشخاص الذين عاشوا هذه الجرائم وكيف أثرت على حياتهم وغيرتها، هو يحرص على أن يجعل فيلمه أكثر درامية وأكثر واقعية وإتزاناً بعيداً عن عبثية وفوضوية أفلامه السابقة، هناك جنوح قوي للاهتمام بالتفاصيل تفاصيل الشخصيات بالدرجة الأولى تفاصيل الأحداث ، تفاصيل الجرائم و التحقيق والملاحقة الإعلامية والأهم إنعكاس هذه الجرائم على الشارع الأمريكي وعلى الأشخاص الذين عايشوها، فيلمه يبدو أشبه بالفيلم الوثائقي وذلك من زخم الواقعية التي يحويها هو يعيد للأذهان رائعة أوليفر ستون jfk حيث إنه لم يحصر الاهتمام بمعرفة القاتل لم يجعل السؤال الذي يجري ورائه الفيلم من هو القاتل؟ بل إنه اهتم أيضاً بمعالجة جوانب درامية أخرى وتحديداً كما ذكرت جانب تفاصيل الشخصيات التي عاشت هذه الحوادث، فيشر يبني عمله بصورة متقنة فرغم طوله وكثرة التفاصيل التي يحويها التي قد تجعل المشاهد يتوه أحياناً ولكنك سيبقى مرتبطاً بالفيلم ليعلم إلى ماذا ستنتهي إليه معاناة الشخصيات وهل سيتمكنون من معرفة زودياك، هو يبني أحداث فيلمه بإتقان وتأني وكذلك الشخصيات يجعلها تأخذ وقتها بالنمو والنضوج ليبني بينها وبين المشاهد علاقة وطيدة تجعلنا نتفهمها ونتفهم خياراتها .
قد لا يكون زودياك أفضل أفلام فيشر ولكنه يأتي مباشرةً بعد نادي القتال وسبعة هو يقدم من خلاله عمل إخراجي مميز جداً فمن النادر أن نشاهد فيلم عن قصة إجرامية يكون فيها المجرم هو أخر اهتمام المخرج في حين تراه يركز على شخص أخر ثانوي لا أحد يقيم له قيمة ألهمه هذا المجرم بشكل أو بأخر ليقدم إنجاز مهم بحياته، لو أن فيشر اتبع خط المجرم فقط لكان هذا يضمن له صنع فيلم جريمة وإثارة ناجحان كيف لا وهو محترف هذا النوع ولكن اتجاهه إلى الاتجاه الثاني الصعب والمعقد يقدم له تحدي أن يجعل المشاهد يركز إنتباهه على هذا الشخص ويضع الجريمة وراء ظهره رغم إن الجريمة هي الموضوع الأساسي في العمل، فيشر ينجح بهذا يجعل من الجريمة مجرد نافذة للولوج لحياة ذلك الشخص المهمش، هو مبدع فعلاً بتجاوز إجرامية الفيلم وبوليسيته ودمويته ليجعله فيلم دراما ليس كأي فيلم دراما.
- 9 –
GRINDHOUSE : Death Proof
9,5 / 10
عندما وصف النقاد فيلم دليل الموت بأنه أكثر أفلام تارنتينو أصالة منذ بلب فاكشن فقد أصابوا فتارنتينو بعد بلب فاكشن أصبح ينوع أسلوبه، صحيح إنه حافظ على الاقتباسات والحوارات الغريبة والصورة العبثية والإخراج التجريبي ولكن ليس بنفس الروح في فيلمي كلاب الخزان وبلب فاكشن أصبح هناك اهتمام أكبر بالزخم البصري في أفلامه اللاحقة مبتعداً عن الإطار المستقل البسيط لأفلامه الأولى، ولكن في فيلم دليل الموت هذه الروح تعود لتتدفق داخل الفيلم وتشعر بأنك تنتقل بين كلاب الخزان وبلب فاكشن فالتمهيد الدقيق للشخصيات والحوارات الفارغة الطويلة والعبارات الطنانة المفزعة والتصوير الهادئ المتأني الدقيق والاعتناء الكبير بالأدوار النسائية بل إن الفيلم قائم على البطولة النسائية ولا يوجد سوى ممثل واحد هو كيرت راسل، الموسيقى السبعينية الشعبية، اهتمام بكاريكتر الممثلين وجعل لكل ممثل طريقة خاصة بالجلوس والكلام والحوار والملابس، واهتمام بأماكن التصوير، وطبعاً عنف مفرط ومرعب ، أما الاقتباسات فهذه المرة لا يوجد اقتباسات من أفلام أخرى بل تارانتينو يقتبس من تارانتينو فهناك مشهد حوار بالمطعم يذكرنا بمشهد افتتاحية كلاب الخزان ومشهد رقص مميز يعيد إلى اذهاننا مشهد رقصة ترافولتا – ثورمان الشهيرة في بلب فاكشن هناك فتاة شقراء تشبه أوما ثورمان تماما هي زوي بيل وهي الممثلة التي قامت بدور البديل لثورمان في المشاهد الخطرة في أقتل بيل تقود حملة انتقامية مجنونة، الشرطي التافه وأبنه من أقتل بيل وفتاة شقراء بملابس صفراء تقف إلى جانب سيارة رياضية صفراء كما في أقتل بيل، ماذا يعني هذا ؟ هل اكتفى تارانتينو بالاقتباس من أفلامه ولم يقدم جديد، لا بل قدم جديد، قدم مشاهد عنف واقعية غير مسبوقة بالسينما ، قدم مشهد حادث سيارة مذهل ، وقدم أحد أفضل مشاهد مطارادات السيارات على الإطلاق.
قد نتسائل عن القيمة التي تحويها أفلام تارانتينو ، فلا يوجد هناك أي قيمة فكرية أو دراميا في سينما تارانتينو القيمة التي نبحث عنها في سينما تارنتينو هي قيمة فنية بحتة سينمائية فمع النزعة التجريبية لدى تارنتينو نراقب القيمة في أعماله مع التجديد والجرأة وعدم التقليد والفرادة والأساليب الجديدة في صنع الأفلام هذا ما ننتظره في سينما تارنتينو عادةً وهذا ما رأيناه هنا وجعل من فيلمه (دليل الموت) أفضل أفلامه على الاطلاق منذ بلب فاكشن بل هو يأتي وراءه مباشرةً على قائمة أفضل أفلامه ...
- 8 –
Ratatouille
9,5 / 10
فرض براد بايرد نفسه كواحد من أفضل صناع سينما الأنيميشين في استديو بيكسار ضمن شركة ديزني وفي هوليوود كلها بعد نجاح عمله الأسطوري Incredibles, The الحائز على أوسكار أفضل فيلم أنيميشين عام 2004 وبعد غياب ثلاث سنوات يبدو بايرد مستعداً ليضاعف عدد الأوسكارات في خزانته إلى ثلاثة ليس فقط أوسكار ثاني كأفضل فيلم أنيميشين بل أيضاً أوسكار أفضل سيناريو وذلك كله عن عمله المميز RATATOUILL فالفيلم الذي كسر حاجز الـ500 مليون دولار عالمياً كأرباح وتصدر قائمة Top Ten reviews كأفضل فيلم لعام 2007 متجاوزاً أفلاماً لمخرجين كبار من حجم ريدلي سكوت والأخوة كوهين وديفيد كرونبيرغ وغيرهم ولم يقتصر اجماع النقاد على كونه أفضل فيلم للعام بل أيضاً أجمعوا على أنه أفضل فيلم أنيميشين منذ تحفة عام 1998 Toy Story 2 متفوقاً على أفلام Tarzan Shrek و Chicken Run و Monsters, Inc. و Finding Nemo و Incredibles, The التي تعد ظواهر أسطورية بعالم الأنيميشين الحديث ، ربما أنا لست متأكد من كون RATATOUILL أفضل فيلم أنيميشين منذ Toy Story 2 بالأخص مع وجود Incredibles, The فيلم الأنيميشن المفضل لدي ولكنني مع ذلك متأكد من روعة فيلم RATATOUILL وجماليته وحرفية صناعته العالية التي أعادت لسينما الأنيميشن رونقها بعد أن خبت خلال السنوات السابقة فبعد النجاح المذهل لفيلم Incredibles, The لم نشاهد أعمال أنيميشين بنفس مستواه وقوته صحيح إننا شاهدنا أعمال جيدة كـ Wallace & Gromit in The Curse of the Were-Rabbit و Corpse Bride و Happy Feet و Monster House و Cars ومؤخراً Shrek 3 ولكن ولا وحد منهم قدم مادة بقوة وجمالية أعمال بيكسار السابقة وتحديداً أعمال بايرد حيث المزج بين مادة مبهجة وتعليمية للصغار وأخرى ممتعة وناضجة للكبار بنفس الوقت.
- 7 –
Michael Clayton
9,5 / 10
توني غايلوري أحد أبرز الكتاب في هوليوود متخصص بأفلام الإثارة وله إنجازات جيدة فيها قمتها سلسلة بورن الشههيرة والأن يجلس للمرة الأولى على مقعد الإخراج ليخرج الفيلم المثير مايكل كليتون، هو أحد أكثر أفلام العام سوداوية وتوتر وكأننا أمام فيلم (PostNoir) ولكن بصورة حديثة ومعاصرة، الأفلام التي شاهدناها تدور حول محاربة أحد الشرفاء لشركة كبيرة كثيرة بالأخص خلال الفترة الأخيرة كالدخيل لمايكل مان عام 1999 و إيرين بروكفيتش لستيفن سودربيرغ عام 2000 البستاني الثابت لوالتر ساليس عام 2005 واليوم فيلم مايكل كليتون، في هذا الفيلم هناك سوداوية عالية جداً تشعر بها تخرج من الشاشة وتحيط بك قلق وتوتر يسيطر على الأجواء ويخنق المشاهد، الجميع في هذا الفيلم متوتر وخائف وقلق الخطر يحيط به، أجواء العمل البصرية تساعد على هذا بدءً من الموسيقى الداكنة الكئيبة والتصوير الهادئ المنسل بخبث كأفعى كل هذه العوامل تساهم لجعل المشاهد يشعر أنه لا يشهد فيلم سينمائي بل يعيش كابوس حقيقي ، العمل يسير بطريقة مثيرة ومخيفة جداً وجذابة جداً يبدأ بحادث إنفجار ثم نعود بطريقة الفلاش باك لنلاحق سبب هذا الحادث ونكتشف أن القضية أكبر مما نتخيل، توني غايلوري في أول تجاربه السينمائية يقدم إنجازاً بصرياً ممتازاً جداً يركز كامل فنيات عمله البصرية على التأثير على المشاهد والتلاعب به وتوجيهه كما يريد وإثارة مخاوفه وريبته يجعل المشاهد يجلس مكان بطل الفيلم ويجعله يشعر بنفس شعوره حيث إن أصدقائه وزملائه بالعمل منذ سنوات أصبح لا يعرفهم ولا يستطيع أن يثق بهم أو بأي أحد ولا يستطيع أن يدير ظهره لأحد لأن الغدر يكون بانتظاره، مايكل كليتون (جورج كلوني) محامي يخوض قضية مربكة جداًَ ضد أحد الشركات الكبرى وشاهده آرثر إيدنز (توم والكسن) لا يثق به وهو إما مجنوناً أم يدعي الجنون ويشعر أن الجميع حوله يتأمرون عليه للإيقاع به، وخصمه هي (كارن كراودين) وهي مديرة الشركة التي يدعي ضدها كليتون والتي لا تعرف ماذا تفعل مع مصيبة جنون إيدنز وقراره التخلي عن كل شيء مقابل مساعدة إحدى الشابات التي تضررت من انتاجات الشركة مما يجعلها تتخذ العديد من القرارات المجنونة والخطيرة، جورج كلوني يقدم أداء رائع جداً الممثل الذي نال الأوسكار قبل عامين عن سيريانا يعود اليوم بهذا الأداء القوي القلق والمتضرب والخائف والمحكم جداً يعيد للأذهان همفري بوغارت في الطائر المالقي متحكم بالدور من بدايته إلى نهايته وقادر على إظهار إنفعالات الشخصية ومخاوفها بطريقة ممتازة وجداً وينجح بإشعار المشاهد بمدى القلق والإضطراب الذي يحيط بالشخصية، توم والكسن الذي دخل ترشيحات الأوسكار عام 2001 عن أدائه المذهل في فيلم (في غرفة النوم) يقدم أداء متميز جداً سيعيده بالتأكيد إلى مسرح كوداك مرةً أخرى يحير المشاهد هل هو مجنون أم يدعي الجنون رائع باتقانه طريقة الكلام المتلعثمة والتعبير عن اضطرابات الشخصية الجسدية والنفسية، تاليدا سوينتن تقدم أيضاً أداء عبقري أخر مخيف جداً تظهر سيدات الأعمال بطريقة لم تعتادها السينما ليست قوية صارمة الملامح بل ضعيفة ومهلهلة وخائفة وغير واثقة بنفسها وتنهار بسهولة سوينتن ممتازة جداً بالدور تجعلك تتعاطف معها رغم تصرفاتها المجنونة هي رائعة جداً بإظهار إضطراباتها وحيرتها وتخبطها ومتمكنة جداً من الدور، سيدني بولاك المخرج القدير مخرج (توتسي و خارج من أفريقيا الذي أكسبه الأوسكار في الثمانينات) يقدم أداء تمثيلي ممتاز جداً الدور مناسب جداً له وهو متماهي معه بسهولة، نص العمل الذي وضعه توني غايلوري ممتاز جداً يعامل القضية بوجهة نظر إنسانية بعيداً عن الشعارات والخطابات يظهر مبررات جميع الشخصيات وأسباب اتباعهم للطريق الذي اختاروه ويوازي غايلوري جودة نصه بجودة إخراجه وتحكمه بفنيات عمله من تصوير الذي وكما قلت عنه في البداية ينسل بخبث كالأفعى ومونتاجه العبثي الممتاز جداً القادر على التلاعب بالمشاهد حتى النهاية وطبعاً الموسيقى الهادئة المخيفة، مايكل كليتون أحد أفضل وأغرب وأكثر التجارب السينمائية إخافة وتوتر لعام 2007 .
- 6 –
Juno
9,5 / 10