منتديات الشنتوف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الجميع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سقطت لغـة الكـلام لتعيش ''حلــم في بغــداد''

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شعاع الأمل
عضو مبتدئ
عضو مبتدئ
شعاع الأمل


عدد الرسائل : 37
العمر : 28
تاريخ التسجيل : 17/07/2008

سقطت لغـة الكـلام لتعيش ''حلــم في بغــداد'' Empty
مُساهمةموضوع: سقطت لغـة الكـلام لتعيش ''حلــم في بغــداد''   سقطت لغـة الكـلام لتعيش ''حلــم في بغــداد'' I_icon_minitimeالسبت يوليو 19, 2008 5:28 am

حلم في بغداد" عمل مسرحي عراقي شارك إلى جانب أعمال عربية (مصر، تونس والمغرب) وأجنبية (فرنسا،هولندا والدانمارك) ضمن فعاليات مهرجان الدار البيضاء الإحترافي الثالث للمسرح الأمازيغي الذي نظمه فضاء تافوكت للإبداع بالتعاون مع مجلس مدينة الدار البيضاء ومؤسسة أغلال للإنتاج ومؤسسة تمازغا فيزيون للإنتاج الفني.ما بين الفترة الممتدة من 8 مايو 2008 إلى 15 منه.
"حلم في بغداد" عملية بحث في سبر الأغوار المجروحة التي تؤكد مقولة:"اضرب المحبوس يخاف الطليق"، عمل مسرحي استدرج المتفرج بأن يكون أحد عناصر اللعبة ولا يبقى مجرد مستهلك سلبي بل مشارك فعال في عملية يمكن أن نقول عنها حالة المواجهة بين الشخص وذاته، عمل حينما تخرج من صالة العرض تحس أنك نفضت على نفسك غبار الكسل الممزوج بخوف المواجهة لتستعد لما هو آت بكل عزيمة و شجاعة.


* حول البنية السردية/ النص:
نص "حلم في بغداد"، الذي قرأته مجسدا فوق الركح، ينحو حول عملية هدم وإعادة بناء مشاهد جديدة للحياة بمجمل مظاهرها الحالية المستندة على العنف والحرب والقتل و الإغتصاب و الإختطاف وسلب الإرادة البشرية. كل هذه الوقائع سردت بلغة جسدية للممثلين من خلال تموقعهم فوق الخشبة و تعاملهم مع أدوات مستكملة التي تتمظهر من خلال سينوغرافية محكمة ومقاطع موسيقى متنوعة (عراقية، يابانية) وكذا مؤثرات صوتية سالبة، لتحل محل لغة الكلام وتحذف وظيفة الحوار اللفظي. فالعمل ينتمي إلى فن البانتومايم الممزوج بمسرح الصورة.
* حول البنية الإخراجية:
إرتكن العرض المسرحي على لعبة دمج المتفرج ضمن قواعد لعبته حينما تم توزيع مصابيح يدوية عليه قبل ولوجه قاعة العرض لينير طريقه بحثا على مقعده وسط ظلام حالك، ليستقر أخيرا وكله فضولا لمعرفة ما يدور، وهذه أول خطوة في استدراجه نحو المشاركة في اللعبة. فجأة تنطلق الموسيقى معلنة عن بداية العرض كخطوة أولى في استحواذ على حاسة السمع لدى المتلقي كعملية تهيئة واستقبال لما هو مقبل ليزداد فضوله وتجعله دائما في حالة ترقب لما هو قادم لتنشط عملية البصر لديه لما سيتم مشاهدته لينتهي بتنشيط بصيرته حينما يستدرك فكرة العمل وفلسفة أطروحته وأهدافه الجمالية وكذا الفكرية. تستهل الفرجة البصرية بدخول ثلاثة ممثلين واحد تلو الآخر مرتديا معطفا بلاستيكيا إشارة لسقوط أمطار غزيرة، ربما كدلالة لغزارة الأحداث، ليقف في مكانه رافعا بيده نحو السماء بسبابته إلى أقصى حده من الإرتفاع كأنه في حالة استنجاد أو استشهاد أو بحث على متنفس آخر بعدما ضاقت عليه الأرض معبرا عن ذلك بصوت مخنوق لدرجة الخرس، كل واحد من هؤلاء اعتمد على طاقته الداخلية بتشكيل جسده وفق الدور المنوط به ليعبر عن ما يخالجه، ثم يتوجه الجميع نحو طاولة أثثت بكؤوس ممتلئة وفاكهة التفاح وشموع ليشرعوا في طريقة الأكل المفضي إلى التقيء، تحت إيقاع صوت مسترسل لسقوط قطرات مائية من صنبور أو شق خرطوم مثقوب كإشارة إلى استمرارية الحياة برغم كل شيء. ثم يظهر الممثل الرابع، إذ لم نقل الأساسي/ البطل الذي جسده الممثل ( أنس عبد الصمد)، الذي كان أداؤه بمثابة الرابط بين الأحداث تارة والموزع طورا.


لقد اعتمد العمل على توزيع جغرافي للخشبة في أبعادها البعيدة والقريبة وكذا جوانبها مع الإستعانة بديكور متكون من إكسوسورات اختزلت فيها المفردات اللفظية وعلى مشاهد صامتة لكنها عبرت عن أشياء مفزعة (مشهد غرس السكين في الكتاب كعلامة لقتل الأدباء والإعلاميين والمفكرين، مشهد تقطيع الكتب كنوع من طمس حضارة الشعوب، واختتم بمشهد اغتصاب الرجولة الذي كان من أروع المشاهد التي استفزت قريحة المتلقي).
فالإشتغال على تناقض الأشياء بطريقة مدروسة من خلال رموز وإشارات وتقنيات حديثة جعلت العمل يرتقي إلى مدرات التوهج وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى الجهد المتظافر الذي بذل من طرف الممثلين والفنيين وطبعا المخرج ليقدموا عملا احترافيا مواكبا للأعمال المسرحية العالمية.
* ورقة تقنية عن العمل:
"حلم في بغداد" مسرحية من تقديم مختبر المستحيل للتعبير الجسدي العراقي، وبدعم من وزارة الثقافة دائرة السينما والمسرح / العراق، المدة: 50 دقيقة، تأليف وإخراج:"أنس عبد الصمد"، دراماتوجيا:"د. شفيق المهدي"، الأداء: "روعة عدنان، ياسر عبد الرزاق، محمد عمر وأنس عبد الصمد"، الإضاءة:" ياسر فاروق" والموسيقى " إبراهيم الحنون".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سقطت لغـة الكـلام لتعيش ''حلــم في بغــداد''
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الشنتوف :: منتديات الفن والسينما :: منتدى عالم المسرح-
انتقل الى: